ثم بدأت مجموعات الواتس أب الصحافية، تتناقل الأسئلة التي لم يكن لها إجابة واضحة، أحدهم يقول إن هناك عملية انزال. انزال أين، وكيف، ومن الذي قام بها؟!! ثم بدأت الأخبار تتضح، والصورة تصل، وعيوننا تجحظ أمام عملية ستغيرنا، وتغير العالم . طائرات شراعية تحمل جنود القسام تخترق الأجواء مع حدود غزة، ومقاتلون يقتحمون الحدود حتى ستين كيلو متر بين غزة والأراضي المحتلة على الغلاف، وصولا إلى عشرات المستوطنات التي يعيش فيها أكثر من خمسين ألف مستوطن، يعتقلون جنودا ومستوطنين ويعودون بهم إلى غزة تحت تغطية صواريخ القسام الكثيفة، ما هذا الجنون؟! كيف حدث ذلك؟!. خبر لم يكن عاديا، صدمة لم نستطع استيعابها، كإسرائيل تماما، التي ظلت ساعات طويلة تحت تأثيرها. ركضت إلى زوجي، أيقظته من النوم، كنت أضحك، وأبكي، وأتعجب، وأخاف كثيرا، ما الذي حدث؟! دخلت ابنتي وهي تحمل هاتفها وتتابع الصور التي بدأت تنشر بعشوائية على شبكات التواصل، عن اقتياد مستوطنين من بيوتهم وأسرهم لدى القسام، شباب التقطوا صورا في لحظة حماسة لأنفسهم بجانب الأسرى والرهائن ونشروها عبر صفحاتهم. القت ابنتي الخبر بتفاصيله على مسامع والدها المستيقظ والذي ضحك غير مصدق، ثم تأكد بنفسه بعد أن فتح جهازه الاب توب من المصادر الإعلامية التي بدأت تنقل الخبر، جملة واحدة قالها وهو يحدق في وجهي:" هل تعرفين ما معنى هذا؟!! معناه أن إسرائيل ستبيدنا جميعا"